الخميس، 26 يناير 2012

القبة الخضراء



كلما خطا الإنسان إلى جو يحيط بما يذكِّر به صلى الله عليه وسلم أحسّ بأن دمه يجري بالحبّ..
ومهما كان عدد الزيارات التي يقوم بها الشخص لمرقده الأخضر الطاهر المتناسق الذي ينبعث منه الحب والجمال يشعر في كل زيارة بعمق وغنىً وخصوصية ذلك الجو والعالم الذي يحيط به، ويستسلم قلبه للوصال ، ويشعر بتغير في نبض الحياة من حوله، ويجد نفسه في خضم متل
اطم من عواطف متداخلة من الفرح والحزن.
أجل.. في هذا المكان الذي تجلّله المهابة، والذي يحيط به المعبد المبارك، والقبة الخضراء التي تبدو وكأنها تريد الانطلاق نحو سدرة المنتهى، يغرق الإنسان على الدوام في بحر من الأفكار حول أحوال العالم الإسلامي، وتحيط به مشاعر عميقة، وتملأ قلبه عواطف متأججة وملتهبة!
أحيانا تبدو القبة الخضراء وكأنها تمدّ يد الضراعة نحو السماء وتتوسل، وتذكّرنا بأيام الهجران والحسرة.
بِصَمتها المهيب، ومنظرها الوقور، وعمقها اللدني، كأنها تنشد شعر الوجود وتومئ إلى العالم الآخر.. وتضعُ في قلوب المتوجهين إليها جمرة العشق، فيعيش كل واحد منهم فترة لذة العشق والوصال، ثم تغيب مرة في ذلك الصمت العميق، وتتركك في وحدة حزينة وسط خيمة الوصال، وكأنها لم تفتح لك قبل قليل أستار الأسرار..
تتركك وحدك وترجع إلى حالها البكر السابق..
تتركك ولكنها لا تهمل الدعوة الثانية لقلبك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق