الجمعة، 30 ديسمبر 2011

فلسطين الأبيَّة


فلسطين التي اصفرَّ وجهها وبَهَت من بكاء الألوان والأنوار، وانهدّت طاقتها بعد كل هذه السنين العجاف.. فلسطين هذه حملقت على الدوام بنظرات واهنة تحمل كل معاني العتاب في وجوهنا.. وطوال أعوام عدة انتظرت بكل ما حواليها من حزن منعكس على الزُّهور الباهتة اللون، وعلى نافورات الوضوء المترقرقة بحزن، والطيران الحزين للحمام البريّ..
انتظرت على الدوام ا...
لبطل الذي ينقذها !
ونحن نؤمن بعد كل لوحات الحزن هذه، وفي الليل الضبابي الحالي الذي يلف كل شيء..
نؤمن بأنه: ((اشتدي أزمة تنفرجي))...
وننتظر أن تنفتح أبواب السماء فجأة على مصاريعها، وتنهمر الأنوار والآمال على قلوبنا من وراء الآفاق .. وبكل مظاهر الفرحة والبهجة التي ستلف أجواء القدس والمسجد الأقصى سيزول الضباب الجاثم على صدر الأمة ويختفي...
والخلاصة أننا بانتظار أضواء وأنوار سرية تخرق ظلام هذا الليل البهيم لتضيء لنا الدروب المؤدية إلى عهد الورد والياسمين..
نحن بانتظار أمثال صلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح وغيرهما..
لنا مثل هذه الآمال والأحلام.
ودمتِ يا فلسطين حرة أبية مرفوعة الرأس والجبين.
الله أكبر كبيرا..
والحمد لله كثيرا..
وسبحان الله بكرة وأصيلا..
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
اقرأ المزيد... Résuméabuiyad

***سبحان الله.. ***


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، سبحان من يَمُن ولا يُمَن عليه.. سبحان من يجير ولا يجار عليه.. سبحان من يبرأ من الحول والقوة إليه.. سبحان من التسبيح منة منه على من اعتمد عليه.. سبحان من يسبح كل شيء بحمده.. سبحانك لا إله إلا أنت يا من يسبح له الجميع تداركني بعفوك فإني جزوع.

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.. أعوذ بكلمات الله الت
امات من شر ما خلق. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم <هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) > [سورة الحشر] سبحان الله العظيم وبحمده.. تحصنت بذي العزة والجبروت واعتصمت برب الملكوت. وتوكلت على الحي الذي لا يموت.. اصرف عنا الأذى إنك على كل شيء قدير.
اقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الأحد، 25 ديسمبر 2011

المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام –عبد الله ورسوله-


هو المسيح عيسى بن مريم عبد الله ورسوله.
 كفرت النصارى بادعائها أنه ابن الله: ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ))[سورة المائدة:72].

يقول الله عز اسمه عن الصديقة الطاهرة مريم وعن ولادتها لسيدنا عيسى المسيح عليه السلام: ((فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)))[سورة مريم].
ولد عليه السلام من أمٍّ طاهرة ونشأ طاهرا ولم يقربه الشيطان أبدا : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان، إلا ابن مريم وأمه» ثم قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم: ((وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم))[صحيح مسلم].
**صفاته:
جاء في الصّحيحين عن أَبى هريرة رضي الله عنه أَنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم حِينَ أُسْرِىَ به قال: ((لَقِيتُ عيسى فإِذا ربْعة أَحْمر كأَنَّما خرج من ديماس)) يعنى حمَّاماً. وفي رواية: ((إلى الحمرة والبياض)). وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «...فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر».
**زهده وعبادته وجلساؤه:
كان عليه السلام يصوم الدهر، ويأكل الشعير، ويلبس الشعر، ويأكل ما وجد ولا يسأل عما فقد، وكان أينما أدركه الليل صف بين قدميه، وقام يصلي حتى يصبح، وكان راميا لا يفوته صيد يريده وكان يمر بمجالس بني إسرائيل فيقضي لهم حوائجهم.
لم يتخذ له مسكناً قط، ولا سكن بيتاً طيلة حياته، ولا أوى إلى سقف قط، ولم يدخر شيئاً قط، ولا ادخر طعاماً لغده أبداً. ينتقل من مكان إلى مكان أينما يدركه المساء بات!! يلبس نعلين من لحاء الشجر، شراكهما ليف، كان عامة تنقله على رجليه، وأحياناً يركب حماراً، عمله السياحة في الأرض لا يأويه بيت ولا قرية، مأواه حيث جنَّه الليل، سراجه ضوء القمر، وظله الليل، وفراشه الأرض لم يتخذ غطاءاً بينه وبين الأرض قط، ووسادته حجر من الأرض، بقله وريحانه عشب الأرض وربما طوى الأيام جائعاً، لم يره أحد مقهقهاً قط!!
أصحابه وأصدقاؤه وخلانه هم الفقراء والمساكين والزمنى والمرضى، يمسح دموعهم، ويدعو لهم فيشفيهم الله ببركته، وجلساؤه الخطاءون وقطاع الطرق، فيدعوهم إلى التوبة فيتوبون على يديه {وجعلني مباركاً أينما كنت} لقد كان عيسى مباركاً حيث كان وأنى تحول... كان مثالاً لبني إسرائيل الذي تكالبوا على الحطام، وضع الدنيا كلها تحت قدميه، فعمل للآخرة فشفى من يعجز الطب عن شفائه.
وفي الثلاثين من عمره نزل عليه الإنجيل: ((إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)))[سورة آل عمران].
لقد جعله تعالى الله سراجًا منيرًا استنارت به الأرض بعد ظلمتها. واهتدت به البشرية بعد حيرتها. فكان النعمة العظمى والمنحة الكبرى التي تفضل الله بها على بني إسرائيل، لكنهم لم يقدروها حق قدرها، ولم يرعوها حق رعايتها ولم يشكروا الله عليه فحرموا منها ورفعه إليه.
**من أقواله وحكمه:
-" يا معشر الحواريين ارضوا بدني الدنيا مع سلامة الدين، كما رضي أهل الدنيا بدني الدين مع سلامة الدنيا " .
-"يا معشر الحواريين اجعلوا كنوزكم في السماء، فإن قلب الرجل حيث كنزه".
-"طالب الدنيا مثل شارب ماء البحر كلما ازداد شربا ً ازداد عطشا ً حتى يقتله".
- "يا بني إسرائيل ما لكم تأتوني وعليكم ثياب الرهبان وقلوبكم قلوب الذئاب الضواري؟! البسوا ثياب الملوك وألينوا قلوبكم بالخشية".
- "لا يستقيم حب الدنيا وحب الآخرة في قلب مؤمن كما لا يستقيم الماء والنار في إناء".
- "لا تكثروا الحديث بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب العباد كأنكم أرباب وانظروا فيها كأنكم عبيد، فإنما الناس رجلان معافى ومبتلى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية".
** نزوله إلى الأرض زمن خليفة الله المهدي عليه السلام:
في حديث النَّواس بن سمعان الذي رواه الإمام مسلم قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((فبينما هو كذلك [أي الدجال] إذ أنزل الله عز وجل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين [أي ثوبين مصبوغين] واضعاً كَفَّيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدَّر منه جمان كاللؤلؤ)).
وفي مسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان من حديث أبى هريرة رضي الله عنه وفيه أن رسول الله قال: ((فيهلك في زمان عيسى الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك الله المسيح الدجال، وتنزل الأمنة في الأرض حتى ترعى الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم)).
وعن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلاً ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا». ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ((وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)) [رواه الشيخان في صحيحيهما واللفظ للبخاري].
وعَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُول: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَيْهِمْ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ [يعني المهدي]: تَعَالَ صَلِّ بِنَا. فَيَقُولُ َ إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَمِيرٌ لِيُكْرِمَ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ». [مسند الإمام أحمد].
اقرأ المزيد... Résuméabuiyad

السبت، 17 ديسمبر 2011

مولانا جلال الدين الرومي: في الذكرى 738 لرحيله

ولد جلال الدين الرومي في 6 ربيع الأول سنة 604 هـ (1207م)في (بلخ) من أعمال (أفغانستان) وكان والده (محمد) الملقب (بهاء الدين ولد) من كبار علماء بلاده ومشايخ عصره، وقد لُقِّب بسلطان العلماء، ينتهي نسبه إلى سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عُرف بالرومي لأنه قضى معظم حياته لدى سلاجقة الروم في تركيا الحالية.
وحسد علماء عصره والده وأوغروا صدر السلطان عليه فخرج من بلاده وأقام في مدن كثيرة وكان فيها موضع حفاوة وإجلال إلى أن استقر في (قونية) إحدى مدن تركيا ولقي حفاوة وبالغ إكرام من سلطانها.
تبحر في العلم واستمر في التدريس والوعظ والإرشاد على نمط والده العظيم، ثم سافر إلى حلب ببلاد الشام ومكث في المدرسة (الحلاوية) واستفاد من علمائها وأقروا له بالنبوغ والاطلاع الواسع.
ومنها إلى دمشق وكان له مجالس مع الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي رحمه الله وباقي شيوخها.
ثم رجع إلى قونية في سنة 634هـ وعكف على التدريس والإفتاء، وأصبح ملجأ العلماء والفضلاء الذين هربوا من فتنة التتر.
ثم التقى بالشيخ محمد بن علي بن ملك داد المعروف بشمس الدين التبريزي، وتربى على يديه خاصة بعدما سمع منه قولته:"إن العلم إن لم يُجرِّدك من نفسك فالجهل خير منه".
وبقي معه يرتشف من معينه الحقائق والأذواق، ويرتقي في مراتب السلوك والقرب من الله تعالى... وخضع لشيخه خضوعا كاملا، وانصرف إليه انصرافا كليا.
كان جلال الدين مسلما مؤمناً بتعاليم الإسلام السمحة لكنه استطاع جذب أشخاص من ديانات وملل أخرى وذلك بسبب تفكيره المرن المتسامح. كما كان يدعو إلى التعليل الإيجابي، الخير والإحسان وإدراك الأمور عن طريق المحبة.
ولم يزل مشغولا ببيان الحقائق والمعارف حتى فاضت روحه عند غروب الشمس، لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة 672هـ (17 دجنبر 1273م).
ولما خرجت جنازته ازدحم عليها أهل البلد ازدحاما كبيرا وشيعها أتباع كل ديانة وهم يبكون، وسميت الليلة التي شيعت فيها جنازته بالعرس ومازالوا يحتفلون بهده الليلة إلى الآن.. وقال قساوسة ورهبان عصره عند وفاته:"به عرفنا حقيقة الأنبياء السابقين، وفيه رأينا سيرة الأولياء الكاملين".
كان رحمه الله كثير الاستغراق في الصلاة، شديد الرياضة والمجاهدة، كثير التعبد، ذاكرا زاهدا متقللا قنوعا، عظيم السخاء، كثير البذل والإيثار، كثير الحرص على الحلال، قوي العاطفة، وجدانيا ملتهب الروح، ولوع القلب، صاحب استعداد كبير، ومواهب عظيمة، يكره البطالة، زاهدا في لقاء الأمراء والسلاطين.
من مؤلفاته:
-الرباعيات، -ديوان الغزل، -مجلدات المثنوي الستة، -المحاضر أو الخطب، -الرسائل والمواعظ الستة الشبه مفقودة. ومن أهم مؤلفاته: “الديوان الكبير” أو “ديوان شمس التبريزي”، و“المجالس السبعة” وغيرها.
وتنسب إليه الطريقة الصوفية المعروفة "الطريقة المولاوية" بتركيا.
من أقواله في العشق والحب:
-"من ذا الذي قال إن شمس الروح قد ماتت؟ ومن ذا الذي تجرأ على القول بأن شمس الأمل قد تولت ؟ ما هذا إلا عدوا للشمس وقف تحت سقف وعصب عينيه ثم صاح : هاهي الشمس تموت".
- "ما كان ذلك الخفاش عدواً للشمس ، لكنه في حجابه عدو نفسه ، فإشراق الشمس هو الذي يقتله . ولكن ، هل كانت الشمس تتحمل منه قط عناء ؟"
-"المحبة يعني أن تميل بكلك إلى المحبوب، ثم تؤثره على نفسك وروحك ومالك ثم توافقه سراً وجهراً ثم تعترف بتقصيرك في حبه".
-" ومهما كان القلم مسرعًا في الكتابة، فإنّه عندما وصل إلى العشق تحطّم وصار بددًا".
-" أيها العشق المرتبط بالجذبة الإلهية.
لتسعد فإنك الطبيب
الذي يعالج كل عللنا وأمراضنا ونفوسنا..
وأدران بشريتنا
..أيها العشق..
أنت الدواء والطبيب ...أنت".
-" لا رفيقَ سوى العشقِ.
طريقُ، دونَ بدءٍ أو نهاية.
يدعو الرفيقُ هناكَ:
ما الذي يُمهلُكَ حينَ تكونُ الحياةُ مَحفوفةً بالمخاطرِ".
-" تجلَّ بوجهك، أيها الحبيب، فإن مناي الحديقة وبستان الورد
وافتح شفتيك، فإن مناي الشهد الكثير
أيتها الشمس، أميطي عن وجهك نقابَ السحاب
إن أملي تلك الطلعة المشرقة الوضَّاءة
أيتها النسائم العبقة التي تهبُّ من بستان الحبيب، مرِّي عليَّ، فإني مؤمل بشارة الريحان
والله ما المدينة من دونك إلا سجن لنفسي! فليس لي أمل سوى الحيرة بالجبال والصحارى
إن أملي أن أودِّع كلَّ كون وكلَّ مكان متجهًا صوب الحقيقة، نحو الحبيب
أيها الحبيب، إني لم أرَ طربًا في الكونين من دونك
يا مَن أنت اللبن والسكَّر
يا مَن أنت الشمس والقمر، يا مَن أنت الأم والأب، لم أرَ نَسَبًا سواك
ولا أريد نَسَبًا سواك
أيها العشق الذي لا يزول، أيها المطرب الإلهي، إنك أنت الملجأ والظهير
وما رأيت لقبًا يفيك حقَّك
نحن قِطَعٌ من الفولاذ، أما عشقك فمغناطيس
وأنت الأصل في كلِّ طلب يجذبنا إليك، وليس ذلك في نفوسنا
اقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الخميس، 15 ديسمبر 2011

۩▬۩ بناء المسجد النبوي ۩▬۩


كان عليه الصلاة والسلام يحمل اللّبن ويقول:
هَذَا الْحِمَالُ لا حِمَالَ خَيْبَرْ  ،، هذا أبرُّ ربّنا وأطهر!
ويقول:
اللهم إن الأجر أجر الآخرة
فارحم الأنصار والمهاجرة.
ووضع الرسول صلى الله عليه وسلم رداءه وهو ينقل فقالوا:
لئن قعدنا والنبي يعمل ** فذاك منا العمل المضلّل
اقرأ المزيد... Résuméabuiyad

السبت، 3 ديسمبر 2011

عاشوراء


-عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صوم عاشوراء يكفر سنة ماضية))[رواه الإمام أحمد في مسنده].
وعن عَبْد اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى...
!. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ». قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-[رواه الإمام مسلم في صحيحه].
-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((مر النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من اليهود قد صاموا يوم عاشوراء فقال: "ما هذا من الصوم!" قالوا: هذا اليوم الذي نجَّى الله موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغرق فيه فرعون، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح وموسى شكرا لله تعالى، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "أنا أحق بموسى وأحق بصوم هذا اليوم فأمر أصحابه بالصوم"[رواه الإمام أحمد في مسنده].
يوافق العاشر من المحرم من كل عام - وهو الذي يطلق عليه يوم عاشوراء - أحداثـًا تاريخية عظيمة كما سبق:
-وهو اليوم الذي تاب الله فيه على آدم فأصبح صفيا، ورفع فيه إدريس مكانا عليا، وأخرج نوح من السفينة، ونجى إبراهيم من النار، وأنزل الله فيه التوراة على موسى، وأخرج فيه يوسف من السجن، ورد فيه على يعقوب بصره، وفيه كشف الضر عن أيوب، وفيه أخرج يونس من بطن الحوت، وفيه فلق البحر لبني إسرائيل، وفيه غفر لداود ذنبه، وفيه أعطى الله الملك لسليمان، وفي هذا اليوم غفر لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهو أول يوم خلق الله فيه الدنيا، وأول يوم نزل فيه المطر من السماء يوم عاشوراء، وأول رحمة نزلت إلى الأرض..
وهو اليوم الذي استشهد فيه سبط النبي وريحانته الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، إنه يوم عاشوراء.
اقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الهجرة النبوية


الهجرة رحلة لغاية مقدسة ولهدف جل...يل وكبير.. ومثل هذه الهجرة تحقق مثل هذا الهدف بمدّ وتقوية من العقيدة والعاطفة والفكر وتغذية وعون منه.. وبمقدار درجة الإخلاص في هذه الهجرة وعمقها، تكون مساوية ومعادلة لسياحة الإنسان في السماء!
وقد شُرِّف فخر الإنسانية بهاتين السياحتين؛ السماوية والأرضية.. السياحة الأولى كانت خاصة به وغير متاحة لأحد غيره.. أما الثانية فهي في طريق واسعة باقية ومفتوحة للجميع حتى يوم القيامة في شروط خاصة ومعلومة.. طريق واسعة ومضيئة مشى عليها مئات الآلاف من الناس قبل بعثة شمس سماء النبوة وقمرها!
ولاشك أن أكثر هذه الهجرات المباركة فضلا، وأكثرها دويا في سمع الزمن، هي التي قام بها الصادق المصدوق "صلى الله عليه وسلم" مع أصحابه الصدّيقين.
لقد تحمل الرسول الكريم كل صعاب الهجرة –التي جاء الأمر من فوق سبع سماوات– من أجل العثور على معاونين مخلصين لأصحابه الكرام الأوفياء، وعلى موطئ قدم أمين وراسخ ليؤسس هناك دولته، ويقيم الجسور للناس ليوصلهم إلى رحاب دين عالمي، له أبعاد عديدة ومتداخلة وعميقة، ويملك قابلية إنشاء تاريخ جديد ومدنية جديدة.
- بدأت مكة تفرغ تدريجيا، فهناك كل يوم ثلاثة أو أربعة من أهلها يتركها ويهاجر إلى"يثرب" إما خفية أو علنا. وبدأت عملية الهجرة وما حفتها من تضحيات، وما قام به الأنصار من إيثار، ترسم لوحات مضيئة. وتحولت ظاهرة الهجرة إلى شيء سماوي يشبه عملية المعراج، فكأنها سياحة الملائكة في عوالم خلف المكان والزمان.
- وكانت القافلة الأخيرة لهذه الرحلة السماوية على الأرض من نصيب صاحب القافلة الأخيرة في موكب النبوة.
- فقد حفت أكثر أنواع المكاره والأخطار بهجرته "صلى الله عليه وسلم"، ولكنه تجاوز جميع أودية الموت المرعبة، ووصل إلى البلدة المنورة بفضل تفويض أمره إلى الله، وتوكله عليه، واستسلامه له.
- وصل إلى المدينة دون أن يصيبه مكروه من قِبَل سراقة، ولا أي خطر من المخاطر التي كانت موجودة داخل غار ثور وخارجه.. أصبح سراقة صديقا ومرشحا لأن يكون صحابيا.. أما فخر الكائنات ووردة الجزيرة العربية فقد كان يواصل طريقه إلى بلدته المنورة الجديدة وهو يُحَوِّل طريقه المحفوف بالمخاطر إلى بساتين وحدائق.
- وبينما كان بعض أهل مكة ممن يقطر الدم من أفكارهم ومن مشاعرهم يكادون أن يجنوا من الحقد والكره إلى درجة السّعار. كان رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يدخل "يثرب" في ظل الفرح الغامر لأهلها وهم ينشدون:
طلع البدر علينا = من ثنيات الوادع
وجب الشكر علينا = ما دعا لله داع!

وفي الموضع الذي توجد فيه القبة الخضراء حاليا أقام الرسول صلى الله عليه وسلم مسكنه المبارك، كما بنى مسجده بجوار بيته فكان بيته ومسجده المباركان متداخلان ويتنفسان الجو العطر المبارك نفسه. ثم بدأ ينفث فيما حواليه الحياة بالوحي وبالرسالة الإلهية وبإلهام روحه..
فَدَينا نبع الحياة هذا، ومن بلغه ونفثه ونشره بأرواحنا وأنفسنا.
ويقوم إخوان رسول الله صلى الله عليه وسلم حاليا بنفث الصدى المنعكس من غار حراء على قلوبهم على من حولهم في كل مكان يحلّون فيه، ويرشدون القلوب المتخدرة باليأس إلى طرق تحريك هذه القلوب وإحيائها من جديد، وإيصال الهبات والنعم الإلهية إلى الجميع، ورفع الموانع والعوائق الموجودة بين القرآن والقلوب منهين بذلك فراقا دام عدة عصور، ومحققين بذلك اللقاء الكبير!!
اقرأ المزيد... Résuméabuiyad

محرم الحرام 1433


أصبح العالم اليوم دون معنى ودون روح، كأن الدنيا في مأتم عامّ.. والفوضى تسود الوجود.. قد تمزّقت الروابط.. وأصبح كل شيء غريبا عن الآخر!
حتى غدت قلوبنا غابة شجن ووجد، ودموعنا ينبوع حرقة وكمد.. تكاد تتمزّق عندما تمرّ على أطلال حضارة كانت يوما ما مِلءَ عين العالم وسمعه.. نقلب صفحات دين مهجور جفاه أهله ونأى عنه القريب قبل الغريب،...
وجهل ناسه مواطن العظمة فيه فنسوه وأهملوه!
وفي مثل هذه الوحشة المظلمة، التي يئنّ فيها الإنسان من الفراق كل آن كيتيم وكمظلوم.. نتطلع إلى البشرى والظهور الموعود والميلاد الجديد للإنسانية كلها!!
وبفضل النور المحمدي القادم سيفترق الضياء عن الظلام، وينقلب الليل إلى نهار، والكون إلى كتاب يمكن قراءته كلمة كلمة وجملة جملة وفصلا فصلا.. كأن كل شيء يُبعث من جديد ويصل إلى قيمته الحقيقية!!
بالنور الآتي إلينا تنزاح الأستار، ويزول سحر الظلام فجأة، وتفرّ الشياطين، وتُهزم الضلالات وتستقر في أعماق الجحيم!!
تتغير -بإذن الله - ماهيات الأشياء، فينقلب الهدم إلى بناء، والانقراض إلى التعافي.. ويصبح المجيء إلى الدنيا والرّحيل عنها يأخذ شكل مراسيم عيد، المجيء إليها عيد ميلاد، وفراقها عرس رحيل!!
مثل البعثة المحمّدية الأولى تماما!!
عام جديد، وميلاد جديد لأمة المصطفى المجيد -صلى الله عليه وسلم-
والقادم أحلى!
ودمتم بخير.. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
اقرأ المزيد... Résuméabuiyad

القرآن الكريم


هو أكثر منابع النور بركة في الوجود.. وأسحر كلام وأكثره نفاذا إلى القلوب..
الشمس بالنسبة لعالمه النوراني مجرد حشرة مضيئة..
والقمر مجرد أرض قفراء وسوداء وقع بعض الضوء على وجهه..
بك خف ظلام البشرية..
بك تنور الوجود..
أيقاس بنورك البدر؟
يا نور الهداية!
أنت شمس ليلة القدر..
اقرأ المزيد... Résuméabuiyad