السبت، 3 ديسمبر 2011

محرم الحرام 1433


أصبح العالم اليوم دون معنى ودون روح، كأن الدنيا في مأتم عامّ.. والفوضى تسود الوجود.. قد تمزّقت الروابط.. وأصبح كل شيء غريبا عن الآخر!
حتى غدت قلوبنا غابة شجن ووجد، ودموعنا ينبوع حرقة وكمد.. تكاد تتمزّق عندما تمرّ على أطلال حضارة كانت يوما ما مِلءَ عين العالم وسمعه.. نقلب صفحات دين مهجور جفاه أهله ونأى عنه القريب قبل الغريب،...
وجهل ناسه مواطن العظمة فيه فنسوه وأهملوه!
وفي مثل هذه الوحشة المظلمة، التي يئنّ فيها الإنسان من الفراق كل آن كيتيم وكمظلوم.. نتطلع إلى البشرى والظهور الموعود والميلاد الجديد للإنسانية كلها!!
وبفضل النور المحمدي القادم سيفترق الضياء عن الظلام، وينقلب الليل إلى نهار، والكون إلى كتاب يمكن قراءته كلمة كلمة وجملة جملة وفصلا فصلا.. كأن كل شيء يُبعث من جديد ويصل إلى قيمته الحقيقية!!
بالنور الآتي إلينا تنزاح الأستار، ويزول سحر الظلام فجأة، وتفرّ الشياطين، وتُهزم الضلالات وتستقر في أعماق الجحيم!!
تتغير -بإذن الله - ماهيات الأشياء، فينقلب الهدم إلى بناء، والانقراض إلى التعافي.. ويصبح المجيء إلى الدنيا والرّحيل عنها يأخذ شكل مراسيم عيد، المجيء إليها عيد ميلاد، وفراقها عرس رحيل!!
مثل البعثة المحمّدية الأولى تماما!!
عام جديد، وميلاد جديد لأمة المصطفى المجيد -صلى الله عليه وسلم-
والقادم أحلى!
ودمتم بخير.. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق