الخميس، 26 يناير 2012

الحلم..


-عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من لم تكن فيه واحدة من ثلاث فلا يعتد بشيء من عمل: تقوى تحجزه عن المحارم ، أو حلم يكف به السفيه ،أو خلق يعيش به في الناس " . [رواه الطبراني].
-قال بعض العلماء: الحلم أرفع من العقل، قيل له: ولم ذلك؟
-فقال: لأن الله تسمّى بالحلم، ولم يتسمّ بالعقل!
وكان لعبد الله بن الزبير، أرض مجاورة لأرض معاوية بن أبي سفيان،وكان فيهما عبيد لعمارة كل أرض، فدخل عبيد معاوية في أرض عبد الله واغتصبوا منها قطعة، فكتب عبد الله بن الزبير إلى معاوية:
-"أما بعد، يا معاوية، فإن عندك عبيدا قد اغتصبوا أرضي، فمرهم بالكفّ عنها، وإلا كان لي ولكم شأن".
-فلما وقف معاوية على كتاب ابن الزبير، دفعه إلى ولده "يزيد"، فلما قرأه، قال: ما تقول يا يزيد؟
قال: أرى أن تبعث إليه جيشا يكون أوله عنده، وآخره عندنا، يأتيك برأسه وتستريح منه.
-قال عندي خير من ذلك! قال: ما هو يا أبتي؟ قال: عليَّ بدواة وقرطاس ثم كتب فيه: "وقفت على كتاب ابن أخي وقد ساءني والله ما ساءه ,والدنيا وما فيها هينة في جنب رضاك. وقد كتبت على نفسي مسطورا أشهدت فيه الله تعالى وجماعة من المسلمين، أن الأرض وما فيها، والعبيد الذين بها ملكك. فضمّها إلى أرضك. والعبيد إلى عبيدك، والسلام".
-فلما وقف عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، على كتابه، كتب له جوابا فيه: "وقفت على كتاب أمير المؤمنين، لا أعدمني الله بقاءه، ولا أعدمه هذا الرأي الذي أحله هذا المحلّ، والسلام".
-فلما وقف معاوية على الكتاب أعطاه لولده "يزيد" فلما قرأه تهلل وجهه فرحا!
فقال له: يا بني، إذا ابتليت بشيء من هذا الدّاء فداوه بمثل هذا الدواء، وإنا لقوم لم نر في الحلم إلا خيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق