الأحد، 1 يناير 2012

التصوف

 
- إن التصوف هو المنهج الكامل للتربية، وتهذيب النفوس، وتعلية الإيمان واليقين، لذلك كان الوسيلة المثلى التي تربّت الأمة جيلا بعد جيل من عهد الرسالة إلى يومنا هذا، وإلى ما شاء الله، لم ينزل أحد في رحابه -بصدق- إلا عاد قرير العين، موفور العطاء.
- كان الإمام –حجة الإسلام- الغزالي، قد بلغ من العلم القمّة التي لا مطمح لأحد بعدها، ومن الجاه وانتشار الصيت، والم
كانة لدى السّلاطين ما لا شيء بعده، ولكنه لما طلب الصدق في المعاملة مع الله والسعي إلى مرضاته لم يجد طريقا يعينه على ذلك إلا طريق التصوف، وقد لخّص هذا بقوله:
"والقدر الذي أذكره ليُنتفع به أني علمتُ يقينًا أن الصوفية هم السابقون لطريق الله تعالى خاصة، وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق، بل لو جُمع عقل العقلاء وحكمة الحكماء، وعِلمُ الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئا من سيرهم وأخلاقهم ويبدلوه بما هو خير منه لم يجدوا إلى ذلك سبيلا. فإن جميع حركاتهم وسكناتهم في ظاهرهم وباطنهم مقتبسة من نور مشكاة النبوة، وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يُستضاء به. وبالجملة فماذا يقول القائلون في طريق طهارتها –وهي أول شروطها- تطهير القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم في الصلاة استغراق القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية في الله." [المنقذ من الضلال].

هناك تعليق واحد:

  1. التصوف أخلاق فاضلة راقية.. قلوب شاكرة راضية.. نفوس قانعة زاكية.. التصوف حب وصفاء.. طهر ونقاء.. التصوف بخلاصة إظهار مكامن الجمال والطهر المختزنة في أعماق النفس البشرية، واستخراج كنوز الحب والعرفان المطمورة بكثائف النفس والمحجوبة بحجابها.. لذا أوصى أهل الله بذكر الله واعتبروه باب العرفان ومنشور الولاية "احفر بمعول لسانك في أرض قلبك"..

    ردحذف