الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

النور المكرم صلى الله عليه وسلم


إن أول ما خلق الله نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم خلق منه القلم والحجب السبعين وملائكتها، ثم خلق اللوح، قبل كماله وانعقاده خلق العرش والأرواح والجنة والبرزخ".
-"أما العرش فإنه خلقه الله تعالى من نوره، وخلق ذلك النور من النور المكرم وهو –أي النور المكرم- نور نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، و
خلقه –أي العرش- (ياقوتة عظيمة لا يقاس قدرها وعظمها، وخلق في وسط هذه الياقوتة جوهرة فصار مجموع الياقوتة والجوهرة كبيضة بياضها هو الياقوتة وصفارها هو الجوهرة.
- ثم إن الله تعالى أمد تلك الجوهرة وسقاها بنوره صلى الله عليه وسلم ، فجعل يخرق الياقوتة ويسقي الجوهرة، فسقاها مرة ثم مرة ثم مرة إلى أن انتهى إلى 7 مرات؛ فسالت الجوهرة بإذن الله تعالى فرجعت ماء، ونزلت إلى أسفل الياقوتة التي هي العرش.
- ثم إن النور المكرم الذي خرق العرش إلى الجوهرة التي سالت ماء لم يرجع، فخلق الله منه ملائكة ثمانية وهم حملة العرش فخلقهم الله من صفائه، وخلق من ثقله الريح وله قوة وجهد عظيم، فأمرها الله أن تنزل تحت الماء فسكنت تحته فحملته ثم جعلت تخدم وجعل البرد يقوى في الماء فأراد الماء أن يرجع إلى أصله ويجمد فلم تدعه الرياح بل جعلت تكسر شقوقه التي تجمد وجعلت تلك الشقوق تتعفن ويدخلها الثقل والنتونة وشقوق تزيد على شقوق، ثم جعلت تكبر وتتسع وذهبت إلى جهات سبع وأماكن سبع، فخلق الله منه الأرضين السبع، ودخل الماء بينهما وبين البحور وجعل الضباب يتصاعد من الماء لقوة جهد الريح، ثم جعل يتراكم فخلق الله من السموات السبع.
- ثم جعلت الريح تخدم خدمة عظيمة على عادتها أولا وآخرا فجعلت النار تزيد في الهواء من قوة حرق الريح للماء والهواء، وكلما زندت نار أخذتها الملائكة وذهبت بها إلى محل جهنم اليوم فذلك أصل جهنم، فالشقوق التي تكونت منها الأرضون تركوها على حالها، والضباب الذي تكونت منه السموات تركوه على حاله أيضا، والنار التي زندت في الهواء أخذوها ونقولها إلى محل آخر لأنهم لو تركوها لأكلت الشقوق التي منها الأرضون السبع والضباب الذي منه السموات السبع، بل وتأكل الماء وتشربه بالكلية لقوة جهد الريح.
- ثم إن الله تعالى خلق ملائكة الأرضين من نوره صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يعبدوه عليها، وخلق ملائكة السموات من نوره صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يعبدوه عليها.
- وما الأرواح والجنة إلا موضع منها، فإنها أيضا خلقت من نور وخلق ذلك النور من نوره عليه الصلاة والسلام.
- وأما البرزخ فنصفه الأعلى من نوره صلى الله عليه وسلم فخرج من هذا أن القلم واللوح ونصف البرزخ والحجب السبعين وجميع ملائكتها وجميع ملائكة السموات والأرضين كلها خلقت من نوره صلى الله عليه وسلم بلا واسطة، وأن العرش والماء والجنة والأرواح خلقت من نور صلى الله عليه وسلم خلق من نوره صلى الله عليه وسلم ، ثم بعد هذا فلهذه المخلوقات أيضا سقي من نوره صلى الله عليه وسلم.
 ولولا نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما ظهر سر من أسرار الأرض، فلولا هو ما تفجرت عين من العيون، ولا جرى نهر من الأنهار، وإن نوره صلى الله عليه وسلم يا ولدي يفوح في شهر مارس ثلاث مرات على سائر الحبوب فيقع لها الإثمار ببركته صلى الله عليه وسلم ، ولولا نوره ما أثمرت، ولولا نوره صلى الله عليه وسلم ما ظهر تفاوت الناس في الجنة والنار، ولكانوا كلهم على مرتبة واحدة فيهما...
-(من منه انشقت الأسرار): فتفاوت المراتب وتباينها هو معنى انشقاق الأسرار منه صلى الله عليه وسلم والله أعلم.
فأسرار الأنبياء عليهم السلام والأولياء وغيرهم كلها مأخوذة من سر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فإن له سرين:
أحدهما: في المشاهدة وهو موهوب.
والآخر: يحصل من هذا السر وهو مكسوب.
ومشاهدته صلى الله عليه وسلم مشتملة على جميع المعارف التي سبقت بها إرادته تعالى... وفي هذه المشاهدة الشريفة تباينت فيه الأسماء الحسنى وظهرت فيها أسرارها وأنوارها، أي كل أنوار أسماء الله الحسنى اجتمعت في مشاهدته ، وبالسقي بأنوار هذه الأسماء يقع التصرف في العالم.
ولولا نوره صلى الله عليه وسلم الذي في ذوات الكافرين فإنها سقيت به عند تصويرها في البطون عند نفخ الروح وعند الخروج وعند الرضاع لخرجت إليهم جهنم وأكلتهم أكلا. ولا تخرج إليهم في الآخرة وتأكلهم حتى ينزع منهم ذلك النور الذي صلحت به ذواتهم...
فإن فضل رسول الله ليس له *حد فيعرب عنه ناطق بفم.
- ثم خلق الله تعالى نور الأرواح جملة فسقاه من النور المكرم، ثم ميّزه الله تعالى قطعا قطعا فصور من كل قطعة روحا من الأرواح، وسقاهم عند التصوير من النور المكرم أيضا، ثم بقيت الأرواح على ذلك مدة، فمنهم من استحلى ذلك الشراب، ومنهم من لم يستحله، فلما أراد الله تعالى أن يميز أحبابه من أعدائه وأن يخلق لأعدائه دارهم التي هي جهنم، جمع الأرواح وقال لهم: ((ألست بربكم))(الأعراف: 172)، فمن استحلى ذلك النور وكانت منه إليه أجاب رقة ومحبة ورضا، ومن لم يستحله أجاب كرها وخوفا، فظهر الظلام الذي هو أصل جهنم، فجعل الظلام يزيد في كل لحظة، وجعل النور أيضا يزيد في كل لحظة، فعند ذلك علموا قدر النور المكرم حيث رأوا من لم يستحله استوجب الغضب وخلقت جهنم من أجلهم.
- والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وإن سقوا من نوره فلم يشربوه بتمامه (لكونه ذو ألوان مختلفة وأحوال عديدة وأقسام كثيرة)، بل كل واحد شرب منه ما يناسبه وكتب له:
-فالمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام: حصل له من شربه من ذلك النور مقام الغربة.
-وخليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: حصل له مقام الرحمة والتواضع مع المشاهدة الكاملة.
-وكليم الله موسى عليه الصلاة والسلام: حصل له مقام مشاهدة الحق سبحانه في نعمه وخيراته وعطاياه التي لا يقدر قدرها.
وهكذا سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والملائكة الكرام...
- الملائكة: ذواتهم من النور وأرواحهم من النور.
- الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: ذواتهم من تراب وأرواحهم من نور.
وبين الروح والذات نور آخر، هو شراب ذواتهم.
- الأولياء: زاد عليهم الأنبياء بدرجة النبوة التي لا تكيف ولا تطاق.
- عوام المؤمنين: لهم ذوات ترابية وأرواح نورانية، ولذواتهم شبه عرق من ذلك النور الذي للأولياء والأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
- أما أنوار الشمس والقمر والنجوم فإنها مستمدة من نور البرزخ، الذي هو مستمد من النور المكرم ومن نور الأرواح التي فيه، ونور الأرواح مستمد من نوره صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.

هناك تعليق واحد:

  1. والله ما رأيت و لا سمعت كلاما أظل من هذا الكلام .... من ألفه ليائه لا حديث و لا آية ... اتقوا الله ما هذا دين نبيكم و لا هكذا أمركم بل نهاكم عن الغلو فيه ... يا ويلكم من يوم تلقون فيه ربكم

    ردحذف