الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

الحج عرفة..



لعرفات نورانية خاصّة، وللزمن الذي ينقضي فيها عمق آخر.. يعيش الإنسان في عرفات في جو الدعاء والتضرع. ويطلق الآهات الحبيسة في قلبه التي ترتعش منها جوانحه.
وكل من قضى ساعات من عمره على عرفات يتفتح طوال حياته كزهرة، لا يفنى ولا يموت كموت غيره من أصحاب الدنيا!
فالدقائق الحانية المليئة بالعشق والوجد تبرُقُ من منافذ ومن عيون أرواحنا على الدوام وتلتَمِع، ويطنّ في آ...ذاننا صوت الذين يُعلنون إيمانهم المزيَّن بالعشق والوجد مغردين تغريد البلابل... يعلنون إيمانهم ومحبتهم وعرفانهم المتين المستقر في أخفى مناطق قلوبهم، فيثيرون قلوبنا التي يغمرها الشوق آخذين بأيدينا إلى لذائذ لا يمكن بلوغها، ويهيِّجون مشاعرنا بألطاف ناضجة تشبع كل جوع وتضع مسحة من السحر على عيوننا وتجول بنا داخل غنى أنفسنا!
عرفات ميدان يسود فيه الأمل والقلق مثل ميدان البعث والحشر يوم القيامة، وسفح من سفوح الرحمة.
هي موطن لهطول الرحمة الإلهية على قلوبنا كالغيث.
لابد لكل من يرغب في الوصول إلى رقة في الروح أن يتوجه إلى عرفات مرة واحدة في عمره على الأقل. ويمتزج بجوّها ويعيشه، ويتنفس شروق عرفات وغروبها كتنفسه الأوكسجين!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق