الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

اشتقت إلى إخواني


إنما اشتاق صلى الله عليه وسلم إلى إخوانه الذين من بعده، بعد أن كان في أصحابه من فاق أهل الغرام بوجده وسبقهم إلى كل فضل بجهده وجدّه، لأن القلوب في سلوكها إلى المحبوب طرقا عزيزة غريبة ومناهج شريفة عجيبة، ولكل طريق علم عجيب ووارد غريب!
وعند ذلك السيد الحكيم صلى الله عليه وسلم مرهم كل جرح أليم!
فما قبلت قوابل الصحابة من تلك المراهم إلا ما كان لجراحاتها في الهوى كالملائم!
وبقي القلب المحمدي مشحونا بالغرائب مملوءا بالعجائب!
فاشتاق إلى من هو أهل لسماع تلك المعارف مستحق للتجلي بطريق تلك المطارف ليتنفس في الهوى بتخفيف بعض أثقال الجوى!
فإن في بث بعض الأشجان تنفسا للمكروب الولهان!
فإلقاؤه إلى أهل الكمال من معاني معارف ذلك الجمال والجلال ينفس عنه من كرب الغرام طرفا، ويشفي صدره لكونهم يستشفون به من البعد والجفا!
إنما أخبرك عليه الصلاة والسلام بشوقه إليك تفضلا ومنة عليك، لتجعل بينك وبينه طريقا مسلوكة إليه فيك ومنك ولديك، فتحيى بالتحية والإكرام من الجناب المحمدي عليه أفضل الصلاة والسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق