الاثنين، 8 أغسطس 2011

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب محبوب العرب والعجم



الإمام الأعظم الهزبر المقدم ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، محبوب العرب والعجم، شيخ الآل، فحل الرجال، الأزهد الأورع المقدام الأروع أسد الله، وصي رسول الله رابع الخلفاء. تاج الأولياء، زوج البتول، خزانة المنقول والمعقول، لسان أهل الوجدان، ناطقة أرباب الأحوال والعرفان.
روح العارفين، أبو الأئمة المهديين، عين أولي الفضل واليقين، يعسوب نحل المومنين، أبو الحسنين، علم الله الخفاق في الحضرتين الذي هامت به القلوب وانكشفت بتحقيقاته خفايا الغيوب، باب مدينة العلم الذي قام على العلم المصطفوي أمينا والذي قال لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا، فياض المواهب كنز الخوارق والعجائب.
سيدنا وتاج رؤوسنا وحياة نفوسنا وضياء عيوننا ومولانا الإمام علي المرتضى الكرار الأنزع ابن أبي طالب كرم الله وجهه وأتحفه بسلامه ورضوانه، وأعلا في الدارين دعامة مجده وبرهانه. آمين.

وهو علي ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب الحكيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وعلي ابن عم المصطفى الأعظم صلى الله عليه وسلم.
-فالحبيب العظيم- أرواحنا لجنابه الفداءُ وهو سيدنا وسيد الخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله بن عبد المطلب- وتقدم النسب إلى عدنان- وقد علا ذكر عدنان بحبيب الرحمن، ويقول الشاعر:
كم أب قد علا بابن أخي شرف = كما قد علا برسول الله عدنان!
-ولد سيدنا علي أمير المؤمنين الكرار رضي الله عنه وكرم وجهه بمكة في البيت الحرام.

أنت العليُّ الذي فوق العلا رفعا = ببطن مكة وسط البيت إذ وُضِعَا!
وأنت حيدرة الغاب الذي أسد الب = ـبرج السمواي عنه خاسيا رجعا!
وأنت نقطة باء مع توحدها = بها جميع الذي في الذكر قد جمعا!
وكانت ولادة الأمير رضوان الله وسلامه عليه يوم الجمعة 13 الثالث عشر من رجب سنة 30 من عام الفيل، وبعد وفاة أبيه وهو صغير أضافه المصطفى صلى الله عليه وسلم ورباه.
ربيب طه حبيب الله أنت ومن = كان المربي له طه فقد برعا!
-لقبه الشريف حيدرة كما نطق بذلك شعره العالي بقوله:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة = عبل الذراعين شديد القسورة
وكنيته أبو الحسن وأبو تراب كناه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

-وقد ولي الخلافة بعد ذي النورين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد حصل له مع معاوية رضي الله عنه وغفر له، منازعات، وأجمع المسلمون على أنه محق وأن معاوية مخطئ –وكفوا عن النزاع فقالوا: للمصيب باجتهاده ثوابان وللمخطئ ثواب واحد وقالوا:

وما جرى بين الصحاب نسكت = عنه وأجر الاجتهاد ثبت!
-وبعد أن جاهد في الله حق جهاده، وبذل في الله كل سعيه واجتهاده، قضى نحبه سعيدا شهيدا ليلة 17من شهر رمضان المبارك وكانت ليلة الجمعة سنة 40 من الهجرة بغدر عبد الرحمن بن ملجم المارق لعنه الله، قتله بالسيف في مسجد الكوفة وقت صلاة الصبح وقد ضربه على أم رأسه فمكث سلام الله عليه بعد الضربة 19 تسعة عشرة ليلة، ولقي مظلوما ربه، وتوله غسله وتكفينه السبطان الجليلان ولداه الحسن والحسين سلام الله ورضوانه عليهما وكان ذلك بأمره، وحملاه إلى القرى من نجف الكوفة فدفناه هناك على الصحيح وعفيا موضع قبره وأخفياه، وأعلما به خواص أهل البيت، وكان ذلك أيضا بوصية منه إليهما لما يعلمه من عداوة بني أمية وما ينتهون إليه من قبيح المقال، ولم يزل مخفيا حتى دل عليه الإمام جعفر الصادق رضوان الله عليه وعلى آبائه، وتوفي وعمره 63 عاما، وقد بنى عليه هارون الرشيد قبة وأخذ الناس يزرونه ويدفنون موتاهم عنده للبركة.

-وأعقب الإمام الكرار سلام الله عليه ثمانية وعشرين ولدا ذكرا وأنثى، وقيل: له 35ولد فيهم 18ذكور.
وقال آخرون: 19 وهؤلاء عدوا المحسن منهم وقالوا: إنه ولد ميتا!

والمعقبون من ولده 5 بلا خلاف: الحسن والحسين وهما سبطا النبي صلى الله عليه وسلم، ومحمد الأكبر ويعرف بابن الحنفية وأمه خولة بنت قيس، والسيد العباس شهيد الطف وأمه أم البنين بنت حرام بن خالد بن ربيعة، وعمر الأصغر ويسمى الأطرف وأمه الصهباء أم حبيب بنت ابن مجير بن العبد بن علقمة، اشتراها الإمام الكرار من سبي سيف الله خالد من الوليد رضي الله عنه من عين التمر فأعتقها وتزوجها؛ فإلى هذه الخمسة تنتهي أصول آل علي عليه سلام الله.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق