الجمعة، 22 يوليو 2011

الخلفاء الراشدون: الجزء الأول




- من أحسن الظن في الله الكريم وفي
          رسوله كان مكتوبا عند الله من الشرفا!
- ومن أحبَّ صِحَابَ المصطفى فله
          جَنَّاتُ عدن يرى في ظلها غرفا!
- ومن يكن باغضا فيهم فإن له
          نار الجحيم ويضحى باكيا أسفا!
- فهم نجومُ الهدى في كل مظلمةٍ
          والله حسبي فيما قلتُه وكفى!
*  عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ )(لأعراف: من الآية43). قال: إذا كان يوم القيامة يؤتى بسرير من ياقوتة حمراء طوله عشرون ميلا في عشرين ميلا ليس فيه صدع ولا وصل معلق بقدرة الله تعالى، فيجلس عليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم يؤتى بسرير من ياقوتة صفراء على صفة السرير الأول، فيجلس عليه عمر رضي الله عنه. ثم يؤتى بسرير من ياقوتة خضراء على صفة الأول فيجلس عليه عثمان رضي الله عنه. ثم يؤتى بسرير من ياقوتة بيضاء على صفة الأول فيجلس عليه علي رضي الله عنه. ثم يأمر الله الأسرة أن تطير بهم فتطير بهم الأسرة إلى تحت ظل العرش، ثم تسبل عليهم خيمة من الدر الرطب لو جمعت السموات السبع والأرضون السبع وكل ما خلق الله تعالى لكانت في زاوية من زوايا تلك الخيمة، ثم يرفع إليهم فيسقون أربع كاسات: كأس لأبي بكر، وكأس لعمر، وكأس لعثمان، وكأس لعلي رضي الله عنهم فيسقون، وذلك قوله تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) (الحجر:47)، ثم يأمر الله تعالى جهنم أن تمخض بأمواجها وتقذف الرافضي والكافر على وجهها، فيكشف الله عن أبصارهم فينظرون إلى منازل أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة، فيقولون: هؤلاء الذين سعد بهم الناس ونحن شقينا، ثم يردون إلى جهنم!.
*  ذكر الكسائي في كتابه "قصص الأنبياء" عليهم الصلاة والسلام أن نوحا عليه السلام لما صنع في السفينة شيئا تأكلها الأرضة ليلا، فشكى إلى الله تعالى، فأوحى الله تعالى إليه: اكتب عليها عيوني من خلقي. قال: يا رب وما عيونك من خلقك؟ قال: هم أصحاب نبيِّي محمد صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فكتبهم نوح على جوانبها الأربع فحفظت.
وإذا تأملت هذا مع قوله تعالى: (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) (القمر: 13-14)، تجد السّرّ الأعظم والفضل الذي تقصر دونه الغايات!
*  عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخبرني جبريل قال: يا محمد لما خلق الله آدم وأدخل الروح في صدره أمرني أن أُخرج تفاحة من جنات عدن، فأخرجتها وعصرتها في حلق آدم خمس نقط، فالنقطة الأولى خلقك منها، والثانية أبو بكر، الثالثة عمر، والرابعة عثمان والخامسة علي"، وهو قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (الفرقان:54)، فالبشر، والنسب، والصهر: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم أجمعين.

هناك تعليق واحد:

  1. هيهات!غري غيري!
    روى ابن الجوزي رحمه الله في صفة الصفوة ج 1 ص315 قال: "قال معاوية بن أبي سفيان لضرار بن ضَمُرة: صف لي عليا.قال أو تُعفيني! قال: بل صفه!قال: أو تعفيني! قال: لا أعفيك! قال: أما إذن فإنه والله كان بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا. يتفجر العلم من جوانبه، وينطق بالحكمة من نواحيه. يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته.
    "كان والله غزير الدمعة، طويل الفكرة، يقلب كفه، ويخاطب نفسه. يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب.
    "كان والله كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، ويبتدئنا إذا أتيناه، ويأتينا إذا دعوناه. ونحن والله مع تقريبه لنا، وقربه منا، لا نكلمه هيبة ولا نبتدئه لعظمه.
    "فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين ويحب المساكين. لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله.
    "وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سجوفه، وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته، يتململ تململ السليم (الذي لذغته الحية)، ويبكي بكاء الحزين.
    "وكأني أسمعه وهو يقول :يا دنيا! يا دنيا! أبي تعرضت!أم لي تشوفت!هيهات هيهات!غري غيري! قد بتتك (طلقتك) ثلاثا! لا رجعة لي فيك! فعمرك قصير! وعيشك حقير! وخطرك كبير. آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق!"
    قال الراوي:"فذرفت دموع معاوية رضي الله عنه حتى خرَّت على لحيته فما يملكها، وهو يُنَيِّفُها بكمه، وقد اختنق القوم بالبكاء".
    وقلت هكذا كان شيخ الآل أبو الحسنين وزوج البتول وأخو النبي المعصوم، باب العلم وجرثومة الشرف. الله انسبنا إليهم وحققنا بآدابهم وعلومهم وأسعدنا بمحبتهم.

    ردحذف